ذاك الفقير ... سارق البندورة

ذاك الفقير... سارق البندورة

في يوم من الأيام المشمسة استيقظت على صوت تغريد هادئا جميلا ، أما بعد فسمعت صوتا غريبا على أذني ، ففتحت نافذة الغرفة ثم أرسلت الشمس الذهبية أشعتها النقية الى وجهي ، فعرفت من تلك اللحظة ان يومي جديد ومغامر ولا يخلى من الإشراق ، لكن فجأة تردد ذالك الصوت القبيح مرة أخرى فمددت رأسي من الشباك فوجدت بائعا جوالا طاعنا في السن يصرخ ويقول :"الحقوه ....الحقوه !!" لأول وهلة قلت من هذا الوقح الذي يسرق في وضح النهار ، لكن تبين لي الأمر بعد ذالك، ولم اكترث للموضوع بتاتا .
ذهبت إلى غرفة الطعام فوجدت لا احد على غير عادة فشعرت ان يوجد شيء مميز في الموضوع ، فخرجت ابحث عنهم بعد أن بحثت في البيت فخرجت لأطمئن عليهم فوجدت الشيخ الهرم جالسا على عربته القديمة الصدئة و يضع رأسه بين مرفقيه ، يندب حظه وحوله عشرون رجلا وبعض النساء وكثير من الأولاد ثم رأيت أهلي وكأنهم يبحثون عن شخص ما ، تساءلت في نفسي :"ما هذا أو ما ذاك؟؟" فمن كثرة فضولي سألت الجارات عن الذي حدث . فأجابتني بحسرة : "هذا بائع الخضار المسكين ... ألا تريه قابع في مكانه ،مهموم يبكي كالنساء؟! فقلت بسرعة :" بلا لكن ما به ؟ قالت باستهزاء ساخرة : " سمعت انه سرق منه ..." حين قالت تلك الجملة بدا عليها الضحك والاستهتار فما عدت ونظرت إليها فوجدتها تضحك بل تكاد تموت من الضحك . سألت غيرها فأجابوا انه سرق من ذالك الشيخ العجوز كيلو بندورة !! تفاجأت وقلت في قرارة نفسي من هذا الإنسان حتى يسرق بعض حبات البندورة فأدركت حينها إن هذا الشخص هو ولد طائش أو رجل فقير ..
ثم سمعت من احد الموجودين ان اللذي يسرق البندورة يسرق كل يوم في حي من احياء القرية فأحببت ان اعرفه واتحدث معه ، فلذالك قررت الذهاب للمبيت عند عمتي التي تقطن في حي اخر في القرية لكي ارى ذالك الشخص واتبعه .
ذهبت ونمت عندها وأنا أفكر به .. والحمد لله اني في الصباح تبعت ذاك الشخص وتفاجأت كثيرا بشكله !! بقيت الحق به وهو يعرف ان احدا ما يتبعه فصار يتوهني في الأزقة فمثلت عليه إنني تهت وإنني لم أجده ، فذهب الى بيته بهدوء ولم يكن الشيء اللذي يسكنه بيت ! بل كان شيء ما يشبه الكوخ ( مع إننا في عصر لا يسمح بدخول الأكواخ !! ) .
أشفقت على هذا الصبي وكدت ابكي على مظهره المحزن وكنت أفكر في ان اتركه لوحده لكن ترددت وقررت بأن أرى البيئة التي يعيش بها .. وشعرت بعدها ان معه حق بأن يسرق تلك البندورة لأنني عرفت بعد ذالك لماذا هو يسرق . لو إنكم تعرفون ...
كان ذالك الفتى يسرق لأجل أمه المسكينة الحامل حبة بندورة كانت تشتهيها حمراء طازجة .. أما السؤال الذي حيرني هو لماذا يسرق كل يوم ؟؟ وكان الجواب هو أنه عندما يسرق حبات البندورة كانت تسقط منه وهو يركض في الشوارع وللأسف يتعب نفسه ويسرق ويبذل أقصى قوات جهده ليحضر حبة بندورة واحدة ولا يأخذها ولسانه المتدلي يشتهي أكلها .
حين عرفت حكايته أشفقت عليه كثيرا وأحببت ان اعرف عن حياته أكثر .
في اليوم التالي ذهبت إلى ذالك الزقاق الذي يسكن فيه الصبي الفقير ، لا اعرف كيف استطعت الوصول إليه لأنني حين ذهبت إلى هناك اول مرة كنت اتبع ذاك الصبي كان يبدو عليه التعب والإرهاق وشعرت انه كان قد أصابه صداع فكان يمشي وهو يتمايل ، لكنني في النهاية عرفت من رائحة القذارة التي بجانب مسكنهم فقد كان هناك مركز الأوساخ الذي للقرية وكانت القمامة متراكمة على جانب الباب الخشبي الصغير وعلى يساره أطفال صغار يلعبون بالنفايات الكريهة الرائحة ، يبحثون على العاب في تلك الزاوية ومنهم من كان يركض إلى الوادي ويغسل الألعاب فاستنتجت إن هؤلاء الأطفال الأبرياء يحضرون ألعابا قد لعب بها أطفال من قبل وقد روموها لسبب ما وهذه الأطفال تأخذها لتنظفها ثم تلعب بها بكل مرح ومتعة من دون أي شكوى .
طرقت على باب الكوخ فانهار الباب على رأس سارق البندورة ! مع ان قبضتي ضعيفة لكن .. تحسرت كثيرا عليه لأنه هزيلا واعتقدت انه يكمن ان يغمى عليه أو حتى مصيبة أكبر من ذالك ! لأن الباب كان ثقيلا ليس لأنه من أجود انواع الخشب بل لأنه مليء بالمسامير والملصقات الإعلانية والخ ...
لم استطع أن أقول له آسفة ، لأنه سبقني وقال لي بصوته الخافت : " أنا أسف ، لم أكن ادري بوجودك هنا و .. " فاستوقفته وقلت له : " لا عليك ، لا تتأسف ! انا السبب ، سامحني ، أتحتاج طبيب ؟؟ أتريد حبة دواء ؟؟ " قاطعني بابتسامة ساخرة وأصلح الباب بلمح البصر ، ثم رحب بي .
حين رأيت بيتهم لم أتصور أن يكون بهذه الحقارة ! فقد كان أشبه بمغارة مظلمة أو حفرة عميقة ، فشعرت إنني اختنق ..
وفجأة وجدت وجوها صفراء قذرة تنظر إلي بازدراء ، كانت بشرتهم ذات ألوان غريبة ! اصفر أم اسود ؟؟ لم أكن اعلم قط .
فسمعت صراخ امرأة فذهبت لأعرف ما ذاك . فوجدت امرأة راقدة على أرض باردة ، كانت تقطر عرقا وهي تمتم بكلمات لا اعرف معناها !
كانت تقول لي وهي تؤشر في يدها : " هؤلاء أولادي .. كلهم أولادي وأنا أحبهم جدا ." ثم ضحكت بتفاخر . لم استطع النظر إالى تلك العائلة ، أما بعد فقد خرجت إلى الخارج واتصلت في الإسعاف ليأتوا وينقذوا هذه المرأة من الموت .
كان لدى تلك المرأة سبعة صبيان واربع بنات وكان أكبرهم ذاك الفقير الذي أحب ان يساعد أمه في تخطي صعاب الولادة !
وأنجبت فيما بعد طفلة صغيرة تغمرها الرقة ، لكنها لم تعش كما اعتاد أخواتها بأن يعيشوا فقد عاشت عيشة هانئة كباقي الأولاد التي نراها يوميا الذين لهم أهل ولهم من يهتم بأمرهم ويرعاهم وحين تكبر لن تشعر انها فقيرة أبدا ..
ولن تعرف أنها كانت من عائلة غدر عليها الزمان وجعلها محتاجة لمن لا يحتاج إليه ..

ارجو منكم قراءتها واعطائي رأيكم فيها :)

واااااااو
انا ما قريتها كلها يعني ..
بس باين عليها حلوة .. وبدايتها حلوة كمان
مشكور نشنش Cool

:lol:

نشوة محمد محاجنة - مصمص

شو هاد يا نشوة ؟؟؟؟؟!!
Very Happy

:P

مش بالعمادة !!

ممتازة يا نشوة الموضوع ... بجنن ...

بصراحة انا ما قريتها كلها لانها طويلة بس بدايتها ونهايتها حلوة وهناها اكيد الموضوع حلوة ...
بارك الله فيكي والله انك شاطرة ..

نشوة كتب:: نشوة محمد محاجنة - مصمص

اه طيب

مش مشكلة :lol: :P Very Happy

:geek: :flower:

والله انك شاطرة يا نشوة شو هادا ....
عنجد ابداع ....:tongue:

املي كتب:: والله انك شاطرة يا نشوة شو هادا ....
عنجد ابداع ....:tongue:

اه والله معك حق يا املي .. هي شاطرة وبتضلها شاطرة انشاءالله يا رب يا نشوة :P
وهو عنجد ابداع واكثر من ابداع كمان .. الى الامام يا نشوة .. كثييييييير حلو يا حلوة Very Happy

:) :P :) Very Happy

:P

:flower: :tongue:

واااااااااو شو هالمواهب !!!!!!
الىالامام حبيبتي .....
ممتازة ....
:):):)

شكرا على تعليقاتكم Surprised

>